الكلام هو أهم وسيلة من وسائل التواصل المتاحة لنا. لكن مجرد معرفتنا بكيفية التحدث لا يعني أن لدينا مهارات الكلام. والتواصل الجيد لا يعني أن نتحول جميعا إلى شخصيات كنلسون مانديلا أو وينستون تشيرتشل أو جيرمين جرير. فوجود المهارات لديك لا يعني بالضرورة انك أصبحت خطيبا عظيما. إنه يعني انك تعرف متى وكيف تتحدث. معرفتك متى وكيف تتحدث هي أساس وصول رسالتك. لحسن الحظ، فإننا جميعا نستطيع اكتساب مهارة الكلام بشكل أفضل، وجانب كبير من هذه المهارة يقوم على أساس بعض النصائح والآراء القديمة.
الكلام المناسب في الوقت المناسب
اعتاد الأجداد أن يقولوا: إذا لم تستطع أن تقول شيئا طيبا، فأصمت... ورأيهم هذا ينسجم مع مقولة:
إذا كنت تعلم أن هذا الشيء جارح وكاذب فلا تقله. وإذا كنت تعلم انه مفيد وكاذب فلا تقله. وإذا كنت تعلم انه جارح وصادق فلا تقله. وإذا كنت تعلم انه مفيد وصادق فابحث عن الوقت المناسب...
أن فكرة البحث عن الوقت المناسب مفيدة لقادة الشركات الناجحين. فإذا وجدت الوقت المناسب لتقول شيئا ما فإن هذا سيكون مجديا على وجه العموم وإذا قلته في وقت غير ملائم فقد يؤدي هذا إلى حالة من الارتباك أو العدائية. أفضل طريقة لتحسين توقيتك هي أن تقوم بتحسين مهارة الإنصات لديك. بهذه الطريقة تعرف ما يدور بعقل الطرف الآخر. يمكنك أن تنتقي اللحظة المناسبة. المتواصلون الجيدون يبحثون عن الوقت الملائم ويلتزمون الصدق ويقولون أشياء إيجابية.
قد تسير المحادثات والحوارات ببطء شديد لو قمت بهذا التتابع: التفكير فيما ستقول أولا، التأكد من انه مفيد، قل فقط ماهو صادق. لكن إذا تبنيت تلك الخطوات واعتبرتها جزء من توجهك العقلي، فإن تواصلك سوف يتحسن. سوف تدرك بسهولة في معظم الأحيان ما إذا كان هذا الوقت المناسب للتكلم أم لا.
اختيار الوقت المناسب
كيف تعرف أن هذا الوقت المناسب كي تتكلم؟ هنا أنا أتحدث عن أجزاء مهمة من التواصل. يأتي الوقت المناسب عندما يكون الطرف الآخر على استعداد ليسمع، وعندما يكون هادئ ومركز. هذا هو سبب إعطاء الناس في عالم الأعمال لمواعيد وحضورهم لمقابلات، هذا يعني أن الجميع يتوقع حدوث التواصل. فلو قام كل منهم باقتحام مكتب الآخر وإعطاء تصريحات قوية، فسرعان ما تتحول الشركة إلى فوضى تامة.
التأكد من أن الطرف الآخر في حالة عقلية ونفسية ملائمة ينصت من خلالها أمر مهم، لكنك أيضا في حاجة إلى ان تكون في نفس هذه الحالة أيضا. فإذا كان أي منكما مشتتا أو مثارا، فالأرجح أن تواصلكما سيخفق. إضافة إلى ذلك، إذا كان يتعين عليك الإدلاء به يتضمن نقدا، فلتتأكد من ان عقلك وتفكيرك على قناعة من ان الطرف الآخر سيستفيد من النقد ويمكنه التغلب على المشكلة. بدون هذا الموقف، سوف تخاطر بإعطاء قدر بالغ من التأكيد على جانب النقد وابتكار رسالة جارحة.
والرسائل الايجابية تنشأ أساسا من مواقفك الايجابية. فإذا فكرت على هذا النحو: من المحتمل لا يلتفتوا إلي،،، فسوف تكون مصيبا في أغلب الأحيان. لكن إذا كنت تفكر على نحو: سوف ينصتون إلي،،، فمن المحتمل ان ينصتوا إليك دائما.
ليس الكلام الرخيص
أحد التعبيرات التي تعوق الكثيرين هو الكلام الرخيص. إنه يتضمن فكرة ان الكلام لا يحقق شيئا أبدا وما أسهله. هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة فالكلام ليس رخيصا.
كم مرة طلبت من ابنك المراهق القيام بشيء ما فقام به على نحو خاطئ؟ وفي العمل، كم مرة طلبت من زميل لك إعداد عرض أو اقتراح ما فصنعه بطريقة خاطئة؟هل دائما ما يكون الخطأ خطأهم؟ ربما لم يفهموا طلبك، لأنك لم توصل إليهم رسالتك. من الواضح أن من قال الكلام رخيص كان شخصا لا يفقه شيئا عن التواصل. فالكلام يمكن ان يكون مكلفا خصوصا عندما يسيء الناس تفسير ما تقوله. والكلام يمكن أن يقلل من الثقة ويحد من التعاون ويضعف علاقات الصداقة. هذا هو السبب أن أداءك سيصبح أفضل حالا في العمل والبيت إذا كان كلامك يحقق تواصلا حقيقيا
--------------------------------------------------------------------------------