الدفاع عن خاتم الأنبياء
يسعد الإنسان كلَّ السعادة حينما يرى ويسمع مَنْ ينافح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين وغير المسلمين في أنحاء الأرض، وحينما يقرأ كتابات مفعمة بالحب الكبير لسيِّد البشرية - عليه الصلاة والسلام -، وكيف لا يسعد مَنْ يرى قلوباً نابضةً بالحب لمن بعثه الله رحمة للعالمين، وبعث معه الخير كلَّه للبشرية جمعاء؟
كيف لا يسعد مَنْ يشاهد آلاف البشر ينتفضون غضباً لعِرض خاتم أنبياء الله ورسله - عليهم السلام -، ويدافعون عن سيرته العطرة، وشخصه المبارك الكريم.
إنَّ أعداء الخير والإنسانية والسلام والحق في الأرض لا يزالون يعملون ليل نهار على تقويض أركان الإيمان الصادق بالله - عز وجل - ورسله، وبكتابه الكريم، ودينه العظيم، ولا يزالون ينشرون ساقط فكرهم، وثقافتهم، وآرائهم عبر وسائل الإعلام المختلفة بصورٍ متعددة، وأشكال مختلفة، منها ما ينال من ذاتِ الله - عز وجل - وأسمائه وصفاته، ومنها ما ينال من أنبيائه ورسله، خاصةً محمد بن عبد الله - عليه الصلاة والسلام -، ومنها ما ينال من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومنها ما ينال من قيم الإسلام والأخلاق الفاضلة التي يدعو إليها لإقامة المجتمع البشري الفاضل القائم على الحق والخير.
إنَّ العداوة للحق والخير تنتشر في هذا الزمان بصورٍ متعددة، فهي تظهر مرة في مقالة، ومرة في قصيدة، ومرة في رواية، وأخرى في كتاب، وخامسة في فيلم أو مسرحية، وسادسة في برنامج تلفازي أو إذاعي، وسابعة وعاشرة وألفا، إنه العداء المستمر لدين الله الحق، وهّدْيه وتعاليمه، ولأنبيائه ورسله وللمصلحين ودعاة الخير من خلقه قديماً حديثاً، وإذا كان هذا العداء يؤذي نفوسنا لأنه ينال من أعز الأشياء لدينا، فإن صدوره من بعض أبناء وبنات المسلمين الذين يسخِّرون أقلامهم لمحاربة الحق والفضيلة ونشر الرذيلة يكون أشدَّ إيذاءً وإيلاماً.
ومع ذلك السيل الغثائي كلِّه، فإننا نسعد بأن هدانا الله لرؤية الحق ومعرفته والثبات عليه والدفاع عنه، وتزداد سعادتنا كلما رأينا كلمة تكتب، أو حديثاً يذاع، أو شعراً يلقى في الدفاع عن أفضل أنبياء الله ورسله محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن ذلك يدلُّنا على حياة القلوب في عصر تكالب فيه الباطل وأهله.
إنَّ الدفاع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذّبَّ عن عِرضه الطاهر المبارك من أعظم أنواع الجهاد والعبادة لله - عز وجل -، فهو - عليه الصلاة والسلام - الذي أمر المسلم أن يَذُبَّ عن عرض أخيه المسلم إذا ذُكر بسوءٍ في مجلس وقال: (من ردَّ من عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة)، فكيف بالردِّ عن عرضه هو فداه أبي وأمي عليه الصلاة والسلام؟
إنَّ ما قرأناه من عبارات مفعمة بالحب لرسول الله من كثير من المسلمين والمسلمات في أنحاء العالم في الدفاع عنه ضد ما أساء به إليه المسيئون في الدنمرك والنرويج هذه الأيام ليثلج الصدر ويسعد القلب، وكم ستكون سعادتنا أكبر لو رأينا موقفاً رسمياً إسلامياً تجاه هذا الموضوع الخطير.
إشارة