لنبوة عند إطلاقها هي الإخبار باليقين من العلم الغائب عنك ، أو بما كان من الحوادث التي غابت عنك فلم تحضرها سواء كانت ماضية أو معاصرة كما وقعت ، أو بما ستؤول إليه الحوادث كما ستقع مستقبلا .
فمن الأول قوله } قل أتنبّئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض { يونس 18 وقوله }أم تنبّئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول { الرعد 33 والمعنى أن الله لا يغيب عنه ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، وقوله }سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا { الكهف 78 .
ومن الثاني قوله }ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم { التوبة 70 وقوله }ونبئهم عن ضيف إبراهيم{ الحجر 51 في وصف الحوادث الماضية .
ومنه قوله }وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبّأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير { التحريم 3 .
ومنه قوله } فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين { النمل 22 من قول الهدهد في وصف الحوادث المعاصرة .
ومن الثالث قوله }وأمم سنمتّعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين { هود 48 ـ 49 وقوله }قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون { سورة ص 67 ـ 68 .
وإنه في يوم الدين }يوم لا تملك نفس لنفس شيئا { الانفطار 19 ينبّأ الإنسان بما قدّم وأخّر ، وذلك أن إلى الله مرجع الناس فينبئهم بما عملوا وبما كانوا يصنعون وبما كانوا فيه يختلفون وإليه أمرهم فينبئهم بما كانوا يفعلون .
ولا كرامة في هذه النبوة إذ هي بإحضار عمل الإنسان المنبإ به فيعرض عليه ليراه جهرة كما في قوله }علمت نفس ما أحضرت { التكوير 14 ، وقوله }علمت نفس ما قدمت وأخرت { الانفطار5 ، ولا علم قبل تمكن البصر من المعلوم كما في قوله }يوم ينظر المرء ما قدمت يداه { النبأ 40 ، وقوله }كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم { البقرة 167 ، وقوله }يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا { عمران 30 والمعنى أنه محضر كذلك وقوله }ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا { الكهف 49 .
وإن قوله }علمت نفس ما قدمت وأخرت { الانفطار 5 لمن المثاني مع قوله }ونكتب ما قدموا وآثارهم { يس 12 ، وقوله }ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم { النحل 25 ، وقوله }وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم { العنكبوت 13 إذ الذي قدّموه هو ما عملوا في حياتهم والذي أخّروه هو الأثر الذي تركوه خلفهم ومنه الأشرطة المسموعة والمرئية فإن كان سيئا كان من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ومن الأثقال مع أثقالهم .
وإنما ذكرت الحديث عن النبوة الآخرة العامة لتقريب علم اليقين الحاصل للنبيّ في الدنيا بما ينبئه به الله العليم الخبير.
إن الذين كانوا يقولون عن النبيّ r}هو أذن { التوبة 61 ّ بمعنى أنه يسمع ويقبل ما يتلقى من أعذارهم كالمغفل وهو أبعد ما يكون الرجل عن الوحي هم المنافقون الذين يحسبون النبيّ r كذلك ، لا يفقهون أن النبيّ تعرض عليه في يقظته ونومه أعمال أمته سواء منهم من عاصروه والذين سيتأخرون عنه ويعرض عليه مما سيكون من الحوادث في أمته إلى آخرها وإلى قيام الساعة فما بعده .
إن الله نبّأ النبي r بما سيكون في أمته فعرضه عليه عرضا ورأى رجال ونساء أمته حسب أعمالهم ودرجاتهم على نسق ما ينبئ الله به كل إنسان في يوم الدين والحساب بما قدم وأخر من أعماله .
ولا تسل عن اليقين من العلم الحاصل للإنسان المنبإ في يوم الدين ولا للنبيّ في الدنيا لأن الله يري النبي ذلك العرض بأم عينيه في الدنيا كما في الأحاديث المتواترة والمقتبسة من الشبكة الإسلامية ومنها :
حديث رقم: 3401
صحيح البخاري > كتاب المناقب > باب علامات النبوة في الإسلام
عن عقبة بن عامر : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تنافسوا فيها .
وهو من مكررات البخاري وأخرجه مسلم في صحيحه وابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده .
حديث رقم: 3402
صحيح البخاري > كتاب المناقب > باب علامات النبوة في الإسلام
عن أسامة رضي الله عنه قال : أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من الآطام فقال هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر .
وهو من مكررات كل من البخاري ومسند أحمد وهو في صحيح مسلم ومستدرك الحاكم .
حديث رقم: 904
صحيح مسلم > كتاب الكسوف > باب ما عرض على النبي في صلاة الكسوف من أمر ـ ـ
عن جابر بن عبد الله قال : كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحوا من ذاك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم قال إنه عرض علي كل شيء تولجونه فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته أو قال تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه وعرضت علي النار فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار وإنهم كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما فإذا خسفا فصلوا حتى تنجلي .
حديث رقم: 904
صحيح مسلم > كتاب الكسوف > باب ما عرض على النبي في صلاة الكسوف من أمر ـ ـ
عن جابر ومنه " ...ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه .
حديث رقم: 6414
سنن البيهقي الكبرى > كتاب صلاة الخسوف > باب من أجاز أن يصلي في الخسوف ركعتين في كل ركعة ثلاث ركوعات
ثم زاد في آخر الحديث : ما من شيء توعدونه إلا وقد رأيته في صلاتي هذه حتى جيء بالنار ، وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها ، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار ، كان يسرق متاع الحجاج بمحجنه فإن فطن له قال : إنه تعلق بمحجتي وإن غفل عنه ذهب ، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى مات جوعاً ، ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ، ثم بدا لي أن لا أفعل ، فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه .
حديث رقم: 515
صحيح البخاري > كتاب مواقيت الصلاة > باب وقت الظهر عند الزوال وقال جابر كان النبي ـ ـ
... قال أخبرني أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا فأكثر الناس في البكاء وأكثر أن يقول سلوني فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال من أبي قال أبوك حذافة ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فسكت ثم قال عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر.
وأخرجه البخاري كذلك في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ما يكره من كثرة السؤال ومن تكلف ما لا يعنيه ، وهو في الأدب المفرد للبخاري ومسند أحمد ومصنف عبد الرزاق .
قلت والحديث رقم 6541 في صحيح البخاري في كتاب الرقاق باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب بسنده عن ابن عباس قال : قال النبي rعرضت عليّ الأمم فأجد النبيّ يمرّ معه الأمة ، والنبيّ يمرّ معه النفر ، والنبيّ يمرّ معه العشرة ، والنبيّ يمرّ معه الخمسة ، والنبيّ يمرّ وحده فنظرت فإذا سواد كثير ، قلت يا جبريل هؤلاء أمتي ؟ قال لا ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد كثير قال هؤلاء أمتك وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عقاب قلت ولم ؟ قال كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام إليه عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام إليه رجل آخر قال ادع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكّاشة .
حديث رقم: 220
صحيح مسلم > كتاب الإيمان > باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة ـ ـ
... ومنه حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة.
حديث رقم: 6430
صحيح ابن حبان > كتاب التاريخ > باب من صفته صلى الله عليه وسلم وأخباره
حدثنا ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :عرضت علي الأمم ، فرأيت النبي ومعه رهط ، والنبي ومعه رجل ، والنبي وليس معه أحد ، إذ رفع لي سواد عظيم ، فقلت : هذه أمتي ، فقيل : هذا موسى وقومه ، ولكن انظر إلى الأفق ، فنظرت فإذا سواد عظيم ، ثم قيل لي : انظر إلى هذا الجانب الآخر ، فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .
ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم ، فدخل ، فخاض القوم في ذلك ، وقالوا : من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ؟ فقال بعضهم : لعلهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله قط ، وذكروا أشياء ، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه ؟ فأخبروه بمقالتهم فقال : هم الذي لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيًرون ، وعلى ربهم أنت منهم ، ثم قام رجل آخر ، فقال : أنا منهم يا رسول الله ؟ قال : سبقك بها عكاشة .
حديث رقم: 2444
مسند أحمد > مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه > مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه
ومنه ...
عرضت علي الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلين ، والنبي وليس معه أحد ، إذ رفع لي سواد عظيم ، فقلت : هذه أمتي ، فقيل : هذا موسى وقومه ، ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم ، ثم قيل ، انظر إلى هذا الجانب الآخر ، فإذا سواد عظيم ، فقيل : هذه أمتك ، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .
حديث رقم: 167
صحيح مسلم > كتاب الإيمان > باب الإسراء برسول الله إلى السموات وفرض ـ ـ
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عرض على الأنبياء فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم يعني نفسه ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية ..
وهو من مكررات البخاري ومسلم والترمذي وهو في صحيح ابن حبان ومسند أبي يعلى الموصلي وغيرهم
حديث رقم: 3683
سنن ابن ماجة > كتاب الأدب > باب إماطة الأذى عن الطريق
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها فرأيت في محاسن أعمالها الأذى ينحى عن الطريق ورأيت في سيء أعمالها النخاعة في المسجد لا تدفن .
وهو كذلك في صحيح ابن حبان .
حديث رقم: 6606
صحيح البخاري > كتاب التعبير > باب القميص في المنام
بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومر علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا ما أولت يا رسول الله قال الدين ( عن أبي سعيد الخدري مرفوعا )
وهو في سنن الترمذي وصحيح ابن حبان .
حديث رقم: 1912
صحيح مسلم > كتاب الإمارة > باب فضل الغزو في البحر
عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت : نام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم قالت فقلت يا رسول الله ما أضحكك قال ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر .
حديث رقم: 4608
صحيح ابن حبان > كتاب السير > باب فضل الجهاد
عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت : : نام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ، ثم استيقظ يتبسم ، فقلت : يا رسول الله ما أضحكك ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر ، كالملوك على الأسرة قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ، ثم نام الثانية ، ففعل مثلها ، فقالت مثل قولها ، فأجابها مثل قولها الأول . قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، قال : أنت من الأولين ، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أو ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ، فلما انصرفوا من غزاتهم قرب إليها دابتها لتركبها فصرعت فماتت .
قلت : إن الحديث رقم 6990 في صحيح البخاري في كتاب التعبير باب المشرات عن أبي هريرة عن النبي r" لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة " .
والحديث رقم 6989 في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي r " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " ليعني أن العرض في المنام أقل من درجة العرض يقظة الذي اختص به النبيون وهو مدلول نبوتهم وهو الذي انقطع وختم بخاتم النبيين محمد r.
قلت : إن العرض للنبي r يقظة كما في الحديث النبوي " والله لأنظر إلى حوضي الآن"
والحديث النبوي حين أشرف على أطم من الآطام فقال "هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر"
والحديث النبوي "إنه عرض علي كل شيء تولجونه"
والحديث النبوي "ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه"
والحديث النبوي "عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر"
والعرض مناما كما في حديث أم حرام .
قد وقع في المدينة بعدما نزل به القرآن قبل الهجرة كما في المثاني :
§ }قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون { الفلاح 93 ـ 95
§ }فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نريك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون {الزخرف 41 ـ 42
§ }وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك { يونس 46 الرعد 40
§ }فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك { غافر 77
§ }وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن { الإسراء 60
وكما بينته في كلية النصر في ليلة القدر ، وقد تحقق في الدنيا وكما تقدم في الأحاديث الصحيحة التي فيها إنه عرض عليه كل شيء تولجونه وفيها " فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه " لإيقاع قوله }وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون { والآيات المتلوة المذكورة آنفا .
إن النبيّ في الدنيا هو الذي يعرض عليه مما سيكون من الغيب في الدنيا والآخرة فيعلمه برؤيته عرضا عليه وذلك قوله }أعنده علم الغيب فهو يرى {النجم 35 أي ينظر إلى ما يعرض عليه في يقظته وهو ما اختص به النبيون جميعا إذ شاركهم بعض أتباعهم في العرض في المنام .
وإن النبوة المقيدة بالعلم كما في قوله }نبئوني بعلم إن كنتم صادقين { الأنعام 143 فإنما هي بأحد أمرين :
1. الإخبار والعرض يقظة وهو ما اختص به النبيون .
2. الإخبار بالكتاب الذي جاء به النبيون وهو العلم .
ويعني أن الله دعا المشركين الذين حرّموا من ثمانية أزواج الأنعام ما لم يأذن به الله أن ينبئوا النبي الأمي r أي يخبروه بعلم أي يعرضوا عليه ساعة نزل عليهم لأول مرة من الله تحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي وهو الدليل القوي لو استطاعوه وهو الذي تتأتى به معارضة ما جاء به النبيون من العلم أو يأتوا بكتاب من عند الله نزل فيه تحريم ما زعموا .
فالنبوة بعلم بمعنى العرض يقظة هي ما اختص به النبيون وهي أخص من قوله }سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا { الكهف 78 وقوله }ونبئهم أن الماء قسمة بينهم { القمر 28 أي أخبرهم ولم يسبق إليهم علم به .
إن التقدم العلمي اليوم لم يبلغ بعض ما عرض على النبيّ الأميّ r يقظة كما في المثاني :
§ } ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم { البقرة 243
§ } ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبيّ لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله { البقرة 246
§ } ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب { النساء 77
§ } ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر { البقر 258
§ } ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار { إبراهيم 28
§ } ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول {
§ } ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد فرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب { الفجر 6 ـ13
وشبهه ويعني الحوادث الماضية قبله التي عرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها ، وليقعن في أمته من بعده حوادث مثلها كما هي دلالة نبوته التي تقدم بيانها .
وإن قوله :
§ } ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون { عمران 23
§ } ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول { المجادلة 8
وشبهه ليعني الحوادث المعاصرة التي غابت عنه وعرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها وليقعن في أمته من بعده حوادث مثلها كما هي دلالة نبوته التي تقدم بيانها .
وإن قوله :
§ } ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا { غافر 69
§ } ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور { لقمان 31
وشبهه ليعني الحوادث التي لم تقع بعد وعرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها ولتقعن كما نبأ الله بها خاتم النبيين r فعرضها عليه عرضا ونبأه وأمته بها في القرآن وكما سيأتي تفصيله .
وكذلك قوله :
§ } فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم { المائدة 52
§ } فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية { الحاقة 7
فهو مما عرض عليه كذلك وسيقع مثله بعده في أمته سيأتي بيانه وكما هو مدلول أنه مما عرض عليه ونبئ به في القرآن .
أما ما خوطب به الناس في القرآن من ذلك كما في قوله :
§ } ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة { لقمان 20
§ } ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا { نوح 15 ـ 16
§ } أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده { العنكبوت 19
§ } أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون وجعلنا السماء سقفا محفوظا فهم عن آياتها معرضون { الأنبياء 30 ـ 32
§ } أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها { الرعد 41
§ } أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون { الأنبياء 44
ليعني أن المكذبين من قبل قد تعجلوا تكذيب الرسل قبل أن يبلغ السمع والبصر وأدوات الكسب لدى الإنسان نهاية البحث العلمي المجرد وكذلك أمر الرسل المكذبين بالنظر والتأمل والبحث العلمي الذي سيهديهم إلى أن الله خالقهم هو الذي سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة فلماذا يكذبون ؟ وسيهديهم البحث العلمي المجرد إلى كيفية بدء الخلق وأنه سيفنى كذلك وأن الذي بدأه من العدم قادر على إعادة نشأته كما أخبر الرسل عنه فلماذا يكذب المكذبون ؟ وسيعلمون رأي العين بالبحث العلمي المجرد كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر والشمس فلماذا الكفر والتكذيب ؟
وسيعلمون رأي العين وهم يغزون الفضاء من آيات السماء ما لا يقدر عليه غير الله فلماذا الكفر والإنكار ؟
وسيرون رأي العين أن أطراف الأرض ستغرق أو يخسف بها أو يسقط عليها كسف من السماء فلا يبقى من الأرض إلا أم القرى وما حولها كما سيأتي بيانه في كلية النصر في ليلة القدر .
وأما قوله }ولا أعلم الغيب { من قول نوح ومحمد r ، وقوله }ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء { مما كلف به النبي الأمي r فيعني ما لم يعرض عليهما من الغيب لأن النبيين كسائر الرسل لا يعلمون الغيب إلا ما علمهم الله منه .
إن العرض يقظة في الدنيا للنبيّ هو الذي يقع مثله لكل منا إذا بلغ منه الموت قبل أن تسيل نفسه إذ يعرض عليه مقعده في الجنة والنار .
وهو الذي يقع مثله لابن آدم إذا مات ودخل البرزخ إذ يعرض عليه قبل البعث مقعده غداة وعشيا كما في كما في الحديث رقم 1379 من صحيح البخاري في كتاب الجنائز باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشيّ بسنده إلى ابن عمر أن رسول الله r قال "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة .
وهو كذلك في صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة وفي مسند أحمد في الحديث وفي النسائي وموطإ مالك وابن حبان وغيرهم .
وكما في قوله }النار يعرضون عليها غدوا وعشيا { غافر 46 وقوله }مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا { نوح 25 للدلالة على عذاب القبر .
والعرضان هما في الكتاب كما في قوله }كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين { التكاثر 3 ـ 7 فقوله }كلا سوف تعلمون { يعني به }لترون الجحيم { عند الموت عرضا وقوله }ثم كلا سوف تعلمون { يعني به }ثم لترونها عين اليقين { أي في يوم الدين فالعرضان عند الموت وفي يوم الدين هما اللذان وقع بهما العلم ولا يخفى أن العلم في الأخير منهما أكبر لقوله }ثم لترونها عين اليقين {.
وجميع أهل الجنة ينبئهم الله فيعرض عليهم وهم على سررهم ما يشاءون كما في المثاني في قوله :
§ }إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون { التطفيف 22 ـ 23
§ }فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون { التطفيف 34 ـ 35
§ }قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم { الصافات 54 ـ 55
وأهل النار كذلك ينبّأون كما في قوله }كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار { البقرة 167 إذ تعرض عليهم أعمالهم السيئة التي قدموها في الدنيا ودخلوا بها النار ليزدادوا حسرة وقنوطا من الفرج والرحمة .
إن عدم حفظ التوراة من التحريف قدرا ـ بفتح الدال ـ إذ جعل الله أمر حفظها إلى الربانيين والأحبار من بني إسرائيل كما في قوله }بما استحفظوا من كتاب الله { المائدة 44 هو سبب تعدد الأنبياء في بني إسرائيل لأن الأحبار كانوا كما في قوله }يحرفون الكلم عن مواضعه {النساء 46 المائدة 13 ، فتعدد الأنبياء فيهم ليقوموا مقام حفظ التوراة يحكمون بها وهي غير محرفة ويعلنون لهم ما تقع عليه نبوة موسى في التوراة من الحوادث التي كانت غيبا يوم نزلت التوراة ، ومنه بعث طالوت وداوود وسليمان ملوكا كما في قوله } وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين { المائدة 20 وإنما وقع ذلك كله بعد موسى ولا يخفى أن التوراة تقع نصوصها على ما سيكون من الحوادث بعدها لقوله }وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء { الأعراف 145 ومن المثاني معه قوله }ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء { الأنعام 154 ، وكان كل نبيّ بعد موسى يحكم بالتوراة دونما تحريف لأن الله آتى كل نبيّ الكتاب أي علمه إياه فحفظه وعلم بيانه عن ظهر قلب وكل نبيّ يعلن إيقاع التوراة على الحوادث .
أما القرآن المحفوظ من التحريف فقد أغنى عن تعدد الأنبياء في هذه الأمة وكان نبيها هو خاتم النبيين rكما في الأحزاب وبدليلين اثنين أولهما أن القرآن قد تضمن جميع نبوة محمد r ، فلم يأت من الحوادث منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا إلا ما حواه القرآن ولن يأتي منها وإلى الأبد في الدنيا والآخرة إلا ما حواه كذلك .
أما في الآخرة فجميع الحوادث مفصلة في الكتاب وإنما ينغلق في الدنيا غير أن النبوّة حرف من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن وكل منها شاف كاف كما في الأحاديث الصحيحة فجميع ما في القرآن من أنباء سيتكرر مثله في هذه الأمة قبل الآخرة ولذلك خلا الكتاب من النبوة عن الجنة والنار وإنما نبّأ القرآن ببعض ما كان من القصص والحوادث الماضية ودليله قوله :
§ }ولتعلمن نبأه بعد حين {خاتمة سورة ص
§ } لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون { الأنعام 67
ويعني أن جميع ما نبّأ الله به خاتم النبيين rفي القرآن سيكون يوما معلوما لكل الناس بعد حين ، ولقد مضى من الحين حوالي ألف وأربعمائة وأربعين عاما ، وإنما يستقر النبأ إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وليعلمه الناس رأي العين كما بينت .
وثانيهما أن محمدا r هو رسول الله بآية خارقة معجزة محفوظة هي القرآن ، وشهادة المسلم ـ وشرط الدخول في الإسلام ـ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله تعني أن المسلم في كل وقت يشهد على نفسه أنه حضر رسالة الله التي أرسل بها محمدا وهي القرآن وما غاب عنها بل بلغته وآمن بما فيها من الغيب والنبوة ، فالشهادة بأن محمدا رسول الله هي إقرار وإيمان بالآية المعجزة التي أرسل بها وهي القرآن .
ويعني قوله }والله يشهد إنك لرسوله { سورة المنافقين1 أن الله سيظهر للعالم كله في الدنيا أنه رسول الله بهذه الآية المعجزة إذ ما شهد الله به لن يبقى سرا مجهولا أو مغمورا بل سيشاهده العالمون جميعا وذلك مدلول قوله }قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم { الأنعام 19 ويعني أن كل غيب في القرآن سيصبح شهادة معلوما لكل الناس ليعلم الناس أن محمدا r قد أرسل بالقرآن من قبل .
من نبوة جميع النبيين قبل نزول القرآن
لقد تضمن القرآن المنزل على النبي الأمي r نبوة النبيين قبله ، وهي قسمان :
أولهما : النبوة الأولى وقد تضمنها القرآن وأولها نبوة آدم كما في قوله :
· } قلنا اهبطا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون { البقرة 38
· } قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هــداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى { طه 123
· } قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون { الأعراف 24 ـ 25
ولا يخفى أن المنبأ به هوآدم وسيأتي بيانه تفصيلا في من بيان القرآن ، ومما نبأ الله به النبيين من ذرية آدم قبل نوح قوله :
· } يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذّكّرون يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها { الأعراف 26 ـ 28
· } ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هـذا صراط مستقيم { يس 60 ـ 61
· } يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين { الأعراف 31
· } يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون { الأعراف 35 ـ 36
ولأن النبوة الأولى لم تنقض ولا يزال الشيطان عدوا يوسوس ويضل فقد نبّأ الله بمثلها خاتم النبيين r كما في حرف يس وسيأتي من بيان النبوة الأولى في من بيان القرآن .
ونبّأ الله نوحا بعد إغراق قومه بقوله } قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم { هود 48 وسيأتي بيانه مفصلا في كلية النصر في ليلة القدر .
ومما نبّأ الله به جميع النبيين قبل نوح وبعده قوله } وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون { عمران 81 ـ 82 وسيأتي بيانه مفصلا في من بيان القرآن .
ومما نبّأ الله به إبراهيم قوله } وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء { العنكبوت 22 وبينته في كلية النصر في ليلة القدر .
وقوله } رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد { هود 73 وبينته في من بيان القرآن .
وقوله } الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون { الأنعام 82 وبينته في كلية الخلافة على منهاج النبوة .
ومما نبّأ الله به إبراهيم وإسماعيل قوله } ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم { البقرة 129 .
وثانيهما : النبوة الثانية وهي نبوة موسى وهارون فمن بعدهما من النبيين إلى عيسى وقد تضمنها القرآن كذلك :
ومما نبّأ الله به موسى قوله :
· }سأوريكم دار الفاسقين سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا { الأعراف 145 ـ 146 وقد بينته في كلية الآيات .
· }وذكرهم بأيام الله { إبراهيم 5 وبينته في كلية النصر في ليلة القدر .
· }قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبيّ الأميّ الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون { الأعراف 156 ـ 157 وبينته مفصلا في أكثر من موقع .
· }قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه { طـه 97 وبينته في المنظرين في كلية الآيات .
· }إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين { الأعراف 128
ومما نبّأ الله به النبيّ من بني إسراءيل من بعد موسى قوله } والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم { البقرة 247 وبينته في كلية النصر في القتال في سبيل الله .
ومما نبّأ الله به جميع النبيين من بني إسراءيل بعد موسى ومنهم عيسى قوله } ولقد أخذ الله ميثاق بني إسراءيل وبعثنا منهم إثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل { المائدة 12 وبينته في من بيان القرآن .
ومما نبّأ الله به عيسى قوله } ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد { الصف 6 وقوله } قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين { المائدة 115 وبينته في المنظرين في كلية الآيات .
ومما نبأ الله به موسى في التوراة وعيسى في الإنجيل قوله }الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون { الأعراف 157
ومما نبّأ الله به موسى في التوراة ونبّأ به عيسى في الإنجيل ومحمدا rفي القرآن قوله } إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة الإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم { التوبة 111 وبينته في كلية النصر في القتال في سبيل الله .
الحسن محمد ماديك